حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

اختلف الفقهاء في سنة أو وجود الأضحية على عدة أقوال ومنها:

  • القول الأول أنها سنة من السنن المؤكدة وهذا رأي جمهور أهل العلم.
  • القول الثاني أنها واجبة وذلك لما ذكره الليث، الأوزاعي، أبي حنيفة والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ” من وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا” رواه أحمد وابن ماجه والدارقطني والحاكم.
  • كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس إن على أهل كل بيت أضحية وعتيرة”.
  • قال الحافظ في الفتح: ( ولا حجة فيه لأن الصيغة ليست صريحة في الوجوب المطلق، وقد ذكر معها العيترة وليست بواجبة عند من قال بوجوب الأضحية) اهـ.
  • كما استدل أهل العلم على قولهم بالاستناد للحديث النبوي ” إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره” رواه مسلم.
  • كذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” ثلاث هن علي فرائض ولكم تطوع: النحر والوتر وركعتا الضحى” أخرجه الحاكم .
  • كل هذه الاستدلالات تؤكد وجوب سنة الذبح للأضحية، وتارك الأضحية عليه إثم وذنب كبير وفوات أجر عظيم وثواب كبير.

حكم الأضحية عن الميت

  • اختلف علماء الفقه في حكم الأضحية عن الميت حيث قال الشافعية أنها جائزة خاصة إذا لم يوصى بها الميت ويصل ثوابها لله تعالى عن الميت.
  • خاصة أن العلماء أجمعوا على أن ثواب الصدقة تصل للأموات والأضحية هي نوع من الصدقات، لهذا يؤكد معظم أهل العلم أنها جائزة للميت.
  • أما الحنابلة فقالوا: “التضحية عن ميت أفضل منها عن حي؛ لعجزه واحتياجه إلى الثواب، ويعمل بها كأضحية عن حي من أكل وصدقة وهدية”.
  • أما المالكية فقد قالو أنها جائزة مشوب بالكراهة.

الآن بعد التعرف على حكم الاضحية فلا يجب على القادر والمتيسر ماديًا أن يغفل هذه السنة المؤكدة وإلا خسر الكثير من الأجر والثواب والبركة في رزقه.

حكم الأضحية

  • ذبح الأضحية من الشعائر الإسلامية خاصة أنها جاءت بنص صريح في القرآن الكريم عندما قال الله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
  • كما وردت العديد من الأحاديث النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم: إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من ذبح قبلَ أن يصلي فليذبحْ أخرى مكانَها، ومن لم يذبحْ فليذبحْ باسمِ اللهِ).
  • قال أيضاً: (مَن كانَ عنده سَعةٌ فلَم يضحِّ فلا يقربَنَّ مُصلَّانا).
  • لهذا ذكر ابن تيمية والليثي والأوزاعي بأن الأضحية هي سنة مؤكدة ويكره أن تترك من المسلم القادر، قد استدل على ذلك بما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث قال: شهدت مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأضحى بالمصلّى، فلمّا قضى خطبته نزل من منبره، وأُتي بكبشٍ فذبحه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بيده، وقال: (بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أَكْبرُ، هذا عنِّي، وعمَّن لَم يضحِّ من أمَّتي).
  • بالإضافة إلى قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من كان لهُ ذبحٌ يذبحُهُ ، فإذا أَهَلَّ هلالُ ذي الحجةِ، فلا يأخذَنَّ من شعرِهِ ولا من أظفارِهِ شيئاً، حتى يُضحِّي)

حكم ترك الأضحية مع القدرة

الراجح عند أهل العلم أن الأضحية من السنن المؤكدة وليست الواجبة، لكن جمهور الفقهاء من الحنفية ذكر أنها واجبة.





لكن ترك الأضحية للقادر من الأمور المكروه، خاصة أن القدرة ليست متحددة بنصاب معين كما في الزكاة، لكن العبرة بوجود سعة في الرزق بحيث لا يقع المرء في ضيق مادي بسبب الأضحية.