قلصت شركة أوبر الأمريكية خسائرها بنهاية 2020 بنسبة %20، لتسجل 6.8 مليار دولار، مقارنة بعام 2019، حيث بلغت 8.5 مليار دولار، على الرغم من تفشى أزمة كورونا، وتراجع أعداد طالبى خدمة التنقل عبر الهاتف، وإتجاه الشركة للتخلى عن المشروعات الخيالية الباهظة عبر بيعها.
كما هبطت خسائرها خلال الربع الأخير من العام الماضى فى الفترة من أكتوبر حتى نهاية ديسمبر 2020 بنسبة تصل إلى %12، لتنخفض إلى 968 مليون دولار، مقارنة بخسائرها خلال الفترة ذاتها من 2019 سجلت 1.096 مليار دولار.
وقالت وكالة بلومبرج إن مبيعات أوبر هبطت بنسبة %16 خلال الربع الأخير من العام الماضى لتصل إلى 3.17 مليار دولار، بسبب الأداء المتواضع للشركة فى عدد من المناطق مثل كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أمريكا اللاتينية، مما أدى إلى تراجع عدد الركاب نتيجة ظهور فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19”.
ولم تساعد المركبات ذاتية القيادة أو السيارات الطائرة فى شركة أوبر على الوصول إلى مستهدفاتها خلال العام الماضى، والمتمثلة فى تحقيق أرباح على أساس ربع سنوى قبل احتساب الفوائد والضرائب وغيرها من المصروفات والنفقات، متوقعة تحقيق أهدافها الربحية بنهاية العام الحالى.
وأكدت أوبر أنها تسير فى الاتجاه الصحيح عبر تقليص الخسائر وبدء تحقيق أرباح فى وقت ما هذا العام، كاشفة عن إجرائها عملية بيع جزء ثانى من حصتها فى شركة «ديدى تشوكسينغ الصينية»العاملة فى مجال خدمات نقل الركاب خلال الفترة المقبلة بقيمة تصل إلى 293 مليون دولار، مع أنها باعت أسهما فى الشركة الصينية فى وقت سابق بقيمة 207 ملايين دولار.
وأبدى دارا خسروشاهى، المدير التنفيذى للشركة، فى مؤتمر عبر الهاتف، تفاؤله بتحقيق نمو قوى خلال الفترة المقبلة، وزيادة هامش الربح خلال النصف الثانى من هذا العام، فى ظل الاستراتيجية الجديدة لأوبر والتى تستند على التوصيل والنقل فقط.
كانت شركة أوبر قبل ظهور فيروس كورونا المستجد تطمح فى الوصول بحجمها إلى ما هو عليه شركة أمازون دوت كوم، العاملة فى مجال التجارة الالكترونية، إلا أن تراجع الطلب على الرحلات بسبب الوباء أجبر «خسروشاهى» على بيع المبادرات والأفكار الباهظة الثمن، وتقليل النفقات للحفاظ على قيمة السهم خاصة وأن نصيبه من خسائر الربع الأخير من العام الماضى بلغ 54 سنتًا لكل سهم يملكه.
ومع استمرار أزمة كورونا، أصبحت خدمة التوصيل الحصان الرابح لدى الشركة، بعد أن حققت نموًا خلال الربع الرابع من العام الماضى بنسبة تصل إلى %130، لتسجل إيرادات بقيمة 10.05 مليار دولار، متجاوزة بذلك تقديرات المحلليين بوكالة بلومبرج، والتى كانت عند مستوى 9.77 مليار دولار.
كما أعلنت أوبر الاستحواذ على شركتين بقيمة تصل إلى 3.75 مليار دولار لمضاعفة حجم أعمالها فى مجال التوصيل، الأولى شركة توصيل الطعام “بوست ميتس”، العاملة فى مجال توصيل الطعام بقيمة 2.65 مليار دولار، وتم إتمامها بالفعل قبيل نهاية العام الماضى، والثانية شركة «دريزلى» لتوصيل المشروبات الكحولية مقابل 1.1 مليار دولار.
وتوقع موقع CNBC أن يتم تنفيذ صفقة استحواذ أوبر على شركة «دريزلى» خلال النصف الأول من العام الحالى، على أن يتم تدشين متجر لدريزلى على تطبيق توصيل الأطعمة “أوبر إيتس”.
كما تستهدف أوبر التركيز على بعض الخدمات الجديدة بما يضمن لها تسريع وتيرة الانتشار الجغرافى خلال السنوات المقبلة،بعد إضافة خدمات البقالة والوصفات الطبية.
وأكد رون جوزى، المحلل بشركة جيه إم بى سيكيوريتيز، أن عملية الاستحواذ المرتقبة لدريزلى تكمل أعمال أوبر فى مجال المواد الأغذيةش، وتعزز فرص نموها مستقبلًا.
ومع تقليص خسائرها، تقدمت شركة أوبر الأمريكية 37 مركزًا فى قائمة العلامات التجارية الأغلى قيمة فى العالم هذا العام لتقتنص المركز 82 بدلًا من 119 والذى كانت عليه فى 2020، بعدما قفزت قيمة علامتها التجارية %34، لتصل إلى 20.48 مليار دولار، مقارنة بالعام الماضى، التى بلغت 15.29 مليار دولار، وفقًا لتقييم وكالة براند فاينانس.