رحل الفنان القدير يوسف شعبان عقب أيام من إصابته بفيروس كورونا ، غير أن أعماله التي جعلته أحد أعمدة الفن في مصر تجعله باقيا على قيد الحياة، وفق ما ذكره نقاد وفنانون لـالتحرير اليوم.
ومن أمام مستشفى العجوزة بالقاهرة خرج جثمان يوسف شعبان، وسط حضور كثيف من الجمهور المحب له وبعض زملائه بالوسط الفني على رأسهم نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي.
وقدم الراحل تاريخا فنيا طويلا من المسلسلات والافلام السينمائية التي أصبحت عالقة بذاكرة ووجدان المشاهدين ، فلا يمكن ان ينسى الكثيرين شخصية ” محسن ممتاز” ضابط المخابرات المصري بمسلسل رأفت الهجان أوسلامة فراويلة رجل الأعمال بمسلسل المال والبنون او وهبي السوالمي بمسلسل الضوء الشارد وغيرها من الأعمال التي تركت اثر كبيرا في قلوب الجمهور المصري والعربي .
سلوى محمد علي : كان إنسانا لطيفا وطيبا جدا ويزور زوجي يوميا في المستشفى
قالت الفنانة سلوى محمد علي: “يوسف شعبان كان يزور زوجي محسن حلمي، رحمه الله في المستشفى ويعزمني على شاي وكحك وقتها وكان إنسانا لطيفا جدا وجدع ولم تكن العلاقة قوية بيننا لهذه الدرجة، لكن فوجئت به يأتي للمستشفى كل يوم ولم أكن أصدق حينها أنني أجلس مع يوسف شعبان”.
وتابعت قائلة شخصية محسن بيه في رأفت الهجان ومشهد “أنا بحضن فيك مصر يامحسن بيه” هذه الكلمة اصبحت تطلق على أشخاص كثيرين مهمين في مصر بعد شخصية محسن ممتاز التي قدمها في مسلسل رأفت الهجان وزقاق المدق لدرجة أنني اندهشت من كونه الرجل الذي أحبته سامية جمال وشادية، فلايوجد سوى يوسف شعبان ، شادية احبته 3 مرات وتعاونا معا في زقاق المدق ومعبودة الجماهير وميرمار .
وأشارت إلى أن غياب يوسف شعبان عن السوق السنين الماضية يرجع لأن صناعة الفن للشباب للأسف وفي ذلك ظلم بالطبع ، ومن يكبر سنا يقل عمله وتتضاءل أدواره ، منوهة إلى أن شعبان استطاع رسم صورة محترمة ووطنية جدا لرجل المخابرات المصري .
سمير الجمل : أعاد صياغة تاريخه الفني من خلال التلفزيون بأدوار هامة كثيرة
وقال الناقد الفني سمير الجمل ان يوسف شعبان كان يمثل 2 فنانين في بعض فقد كان يجسد ادوار الشاب الوسيم الذي يمكن ان يكون شريرا بطريقة ، بالاضافة لادوار ابن البلد الجدع الذي كان يقدم فيها شخصية التاجر مثل المال والبنون والشهد والدموع .
واأد أنه ازداد نضجا كثيرا في التلفزيون واعماله الدرامية نافست نظيرتها السينمائية ، والتلفزيون أكسبه مساحة كبيرة في الاقتراب من الجمهور .
وأوضح أنه أعاد صياغة تاريخه الفني مرة أخرى من خلال الدراما التليفزيونية خاصة مسلسل رأفت الهجان وشخصية ضابط المخابرات الوطني محسن ممتاز وغيرها من الشخصيات التليفيزيونية الهامة التي قدمها لنا على مدى مشواره الفني المميز .
أحمد سعد الدين : توهج فنيا في السينما والتلفزيون ويعتبر أحد اعمدة الفن المصري
وعلق الناقد الفني أحمد سعد الدين قائلا إن يوسف شعبان كان فنانا متميزا وقدم مسيرة فنية حوالي 60 سنة في الفن المصري بدأها بافلام مثل زقاق المدق ومعبودة الجماهير وأفلام كثيرة في الستينات وبداية السبعينات كان جريئا في تقديم دور الجان الشرير لكنها أضافت له كثيرا .
وأضاف أنه قدم أدوارا هامة في فترة السبعينات مثل دائرة الانتقام وميرمار وترك بصمة كبيرة في السينما ثم تحول للتلفزيون وكان نجما مهما فيه وقدم علامات هامة مثل الأفعى ثم جاء مسلسل الشهد والدموع وضعه في مكانة أخرى ، وكذلك مسلسل رأفت الهجان، ثم قدم مسلسل هام وهو المال والبنون وتحول بعد ذلك ونجح جدا في الدراما الصعيدية وكان أحد فرسانها مع عبد الله غيث والراحل ممدوح عبد العليم مثل الضوء الشارد ودموع في حضن الجبل.
واستطرد قائلا: “قدم أعمالا كثيرة في الدراما التاريخية رائعة مثل محمد رسول الله وعلى باب مصر ، وفي المسرح جسد مسرحيات هامة مثل بناء على ستار الكعبة حيث كان فنانا له بصمات هامة في التاريخ الفني المصري ولايمكن حذفه منه إضافة أنه في فترة من 98 حتى عام 2005 كان نقيبا للمثلين ونجح في العمل الإداري وحقيقة يعتبر أحد أعمدة الفن المصري .
نهال عنبر : كان إنسانا محبا وخدوما ولانسى مافعله معي فنيا وإنسانيا
وقالت الفنانة نهال عنبر إن الراحل لم يكن بالنسبة لها فنانا أو إنسانا عاديا بل كان سند لها منذ بدايتها الفنية وتعاونت معه في مسلسلات العائلة والحقيقة والسراب وكان مشجعا لها برغم أنها كانت تهاب العمل الفني وقتها لكن أخذ بيدها ووقف بجانبها .
وكشفت أيضا أن الراحل كان دمه خفيف جدا وكان مشارك في إحدى الاعمال الفنية مع المخرج عمر بن عبد العزيز وكنا نضحك من الإفيهات التي كان يقولها مع عمر حينها ، مشيرة إلى أن كواليس يوسف شعبان كانت رائعة ومحب لفنه وعمله جدا .
وأوضحت أن يوسف شعبان إنسان لن يتكررا أبدا في حياتنا ، كاشفة عن موقف إنساني قام به معها حينما لجأت له في مشكلة خاصة بها في حياتها وكان وقتها بنقابة الممثلين ولم يخذلها ووقف بجانبها وساندها فيها جدا .