تقدم مصر نماذج مشرفة في كافة المجالات على المستوى العالمي، ومنها المجال الموسيقي الذي لدينا فيه نجوم كثيرة لمعت ليصل صوتهم للخارج، آخرهم الفنان المصري أمير هداية، الذي نال جائزة “main title –tv show foreign language”، في حفل “Hollywood Music in Media Awards” في دورته الـ11 وذلك عن مسلسل “دفعة بيروت”.
أمير هداية مؤلف موسيقي، درس العزف على البيانو والجيتار في معهد الموسيقى بالإسكندرية، ودرس في كلية التربية الموسيقية جامعة حلوان، ووضع الموسيقى التصويرية للعديد الأعمال بالإضافة إلى المسلسلات والبرامج التلفزيونية، وفي عام 2013 حصل على جائزة أفضل موسيقى خاصة لفيلم “الوتر”، في عام 2015 تم اختياره من بين أفضل 10 فائزين في مسابقة “Oticons” للموسيقى العالمية.
وتدور أحداث مسلسل “دفعة بيروت” في ستينيات القرن العشرين، ويروي قصص لمجموعة طلاب من عدة دول عربية يسافرون إلى بيروت حيث يدرسون هناك في الجامعة، ويصادفون عدة أحداث مثيرة، والعمل من إخراج على العلي وتأليف هبشة مشاري حمادة.
وفي ضوء حصوله على جائزة “Hollywood Music in Media Awards” أجرت “الشروق” مع أمير هذا الحوار..
• عندما عُرض عليك مسلسل “دفعة بيروت” ما هي أول شيء خطر على ذهنك؟
– أول شيء فكرت فيه كان نوع الموسيقى إنه جديد عليا، مزيج من لبناني، قديم، تأثير فرنسي، وطبعا كان فيه جلسات كثيرة مع المخرج في بيروت في أثناء التصوير قبل الرجوع إلى مصر والبدء بشكل فعلي في صياغة الموسيقى.
• ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء وضع الموسيقى الخاصة بالعمل؟
– البحث، بدأت في الحديث مع أصدقائي في لبنان، لإرسال موسيقى قديمة كانت منتشرة في تلك الفترة، التي تدور فيها أحداث مسلسل “دفعة بيروت”، وتواصلت أيضًا مع أهالي أصدقائي اللبنانيين، لأنهم هم جيل المسلسل خلال فترة الجامعة، وأرسولوا لي الموسيقى التي اعتادوا سماعها خلال فترات شبابهم.
• ما هي الآلات المميزة للموسيقى التصويرية الخاصة بالمسلسل؟
– الأوركسترا لخلق عمق النسيج الموسيقي، وصوت البيانو القديم لإضافة طابع الماضي المشابه لأغاني فيروز، مع الأكورديون الذي لعب دورا كبيرا في الموسيقى اللبنانية في ذلك الوقت، بسبب التأثير الفرنسي في المجتمع اللبناني، تلك التفصيلات مع بعضها كانت بطل اللوحة الموسيقية المميزة للعمل ككل.
• ما رأي صناع العمل في الموسيقى بعد الانتهاء منها، وهل كان للمخرج أي تعليقات؟
– الموسيقى نالت إعجابهم من البداية من حسن حظي، ولم يوجد أية تعديلات، ولكن وجدت بعض التعليقات لوضع قطع موسيقية أكثر تعمل على تنوع المشاعر وزيادتها.
• ما قصة أغنية “العطور” التي رُشحت من خلالها لفئة أفضل أغنية في قائمة World Music؟
– “العطور” هي أول عمل منفرد لي أُعبر من خلاله عن إحساسي، هي جزء معين من الموسيقى الريفية المصرية وتطويرها وإعادة إحيائها بنوع مختلف من النسيج الهارموني وبصوت جديد.
• في رأيك ما هو أكثر شيء مميز على المستوى الموسيقي في أغنية “العطور”؟
– تطوير وإعادة إحياء الموسيقى ذات الطابع المصري الأصيل بشكل مبسط وغير معقد ومعاصر أيضًا.
• هل تهتم بالثقافة المصرية في أعمالك وإبرازها؟
– أغنية “العطور” هي بداية رحلة الاهتمام بالثقافة المصرية في الموسيقى الخاصة بي.
• شاركت في كثير من الأعمال مثل “الوتر” و”صنع في مصر” و”الخانكة”، هل يوجد رابط مشترك في أعمالك الموسيقية؟
– الرابط دائما يكون المصداقية قدر الإمكان في توصيل المشاعر وتقديم رؤية المخرج عن طريق لغة الموسيقى التصويرية.
• ما هي المعايير التي تجعلك توافق على عمل أو ترفضه؟
– أن تكون هناك علاقة متبادلة بيني وبين العمل، أي أن أستطيع تقديم إضافة للعمل وفي نفس الوقت العمل يمثل لي إضافة في مسيرتي المهنية.
• هل تفكيرك في اختيار الأعمال المشارك فيها سوف يختلف أو أصبح أكثر صعوبة بعد فوزك بالجائزة؟
– بالتأكيد لا، لكن ربما أرفض بعض الأعمال فقط لضيق الوقت لكي أعطي كل مشروع حقه في الوقت والطاقة.
• ماذا عن مشروعك الخاص بعيدًا عن موسيقى الأفلام أو المسلسلات؟
– أتمنى أن أمتلك المساحة من الوقت والطاقة لكي أقدم مشاريع شخصية مثل “العطور” أعبر من خلالها عن مشاعري.
• في بداية حياتك الموسيقية هل يوجد نوع موسيقى أو موسيقيين تعلقت بهم؟
– لا أستطيع القول إن شخصية معينة قد أثرت في وجداني، لكن أنا كبرت على الموسيقى الكلاسيكية، بفضل والدي ووالدتي وحرصهم على الارتقاء بما نسمعه، ولذلك لدي أمثلة كثيرة من الموسيقى الكلاسيكية التي اعتدت عليها، مثل Rachmaninoff وMahler ومن المؤلفين المعاصرين في الموسيقى التصويرية John Powell وDario Marianelli.