شهدت شركات المطاحن المُدرجة بالبورصة المصرية ضغوطاً قوية على نتائجها المالية خلال فترة النصف الأول من العام المالى الحالى ، إذ تعرضت شركات لإنخفاض قوى فى أرباحها مع ارتفاع خسائر شركات أخرى فى الوقت الذى تحول عدد منها الى الخسارة.
تواصلت التحرير اليوم مع مسئولى شركات المطاحن المدرجة بالبورصة بالإضافة الى المحلليين لتغطية الموقف الحالى لتلك الشركات ورسم صورة أكثر واقعية عن مستقبلها.
تراجع إيرادات النخالة والفوائد الدائنة عنصران مشـــتركان
وكشف المسؤولون والمحللون أن هناك 3 عوامل أساسية تسببت فى الضغط على الشركات، وأسفرت عن هذه النتائج المالية السيئة، شملت ارتفاع أسعار النخالة، وارتفاع التكاليف التشغيلية، وانخفاض تكلفة الطحن، وذلك باستثناء شركتين فقط نجحتا فى تحقيق ارتفاعا فى الربحية.
وأشار مسؤولون بالشركات الى أن هناك إتجاها من شركاتهم نحو أنشطة أخرى للمساهمة فى تخفيف ضغوط الخسارة، وخلق تدفقات نقدية إضافية، كالأنشطة الترفيهية، أو الدخول فى أنشطة جديدة لخفض التكاليف.
وهناك 7 شركات مطاحن مُدرجة بالبورصة المصرية جميعها تابعة للقابضة للصناعات الغذائية، هى مطاحن وسط وغرب الدلتا، ومطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة، ومطاحن ومخابز الإسكندرية، مطاحن شرق الدلتا، ومطاحن مصر العليا، ومطاحن ومخابز شمال القاهرة، ومطاحن مصر الوسطى.
و على صعيد الشركات التى سجلت تراجعا فى أرباحها خلال فترة النصف الأول من العام المالى الحالى (يوليو – ديسمبر 2020)، جاءت شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا، بانخفاض نسبته 8.5 % على أساس سنوى، وشركة مطاحن مصر العليا، بنسبة %20.1.
ومن الشركات الخاسرة جاءت مطاحن جنوب القاهرة والجيزة بارتفاع فى الخسائر نسبته 17.2 % على أساس سنوى، كما تحولت مطاحن ومخابز شمال القاهرة للخسارة.
وسجلت أرباح شركة مطاحن مصر الوسطى ارتفاعا هامشيا فى الأرباح، فيما يشبه ثباتا، وارتفعت أرباح مطاحن شرق الدلتا بنسبة %5، بينما قفزت أرباح مطاحن ومخابز الإسكندرية بنسبة %22.9، وهو ما أرجعته الشركة إلى نمو إيرادات التشغيل لدى الغير.
وقالت ريهان حمزة محلل بشركة العربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية إن شركات المطاحن تنتمى لقطاع دفاعى لا يتأثر الطلب عليه بالتراجعات الاقتصادية، إلا أن زيادة أسعار النخالة التى تقوم الشركات ببيعها، يفقد الشركات الميزة التنافسية عند بيعها بسبب انخفاض أسعارها عند شرائها من جهات أخرى.
وقال تقرير حديث صادر عن العربى الإفريقى إن شركات القطاع تواجه أيضاً حزمة من المهددات تتمثل فى ارتفاع تكلفة العمالة، وتراجع الطاقة المستغلة.
وأرجعت دعاء زيدان، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية نتائج الأعمال الضعيفة التى تشهدها شركات القطاع بشكل أساسى إلى عدم وجود عمليات إعادة هيكلة، أو الحصول على دعم من الدولة، رغم الخسائر.
وأشارت زيدان إلى أن أسهم شركات القطاع تفتقر للسيولة، فى ظل ضعف التعاملات عليها باستمرار، باستثناء شهرى أكتوبر ونوفمبر من كل عام.
وسط وغرب الدلتا
قال مصدر مسؤول بشركة مطاحن وسط وغرب الدلتا فضل عدم ذكر اسمه، إن خسائر الشركة ترجع بشكل أساسى إلى ثبات أجرة الطحن فى مقابل ارتفاع التكاليف التشغيلية سنويا، وأبرزها تكاليف الوقود، والمرتبات.
ولفتت المصادر إلى أن الشركة أضافت مجال إقامة وإنشاء وإدارة المنشآت الفندقية والسياحية، عبر استغلال قاعات أفراح متوفرة لديها لدعم نتائجها المالية فى مواجهة هذه الخسائر، ومازالت تسعى للحصول على تراخيص هذه القاعات.
وكشفت المؤشرات المالية لشركة مطاحن وسط الدلتا، خلال النصف الأول من العام المالى الجارى، تراجع أرباحها %8.5 ليصل صافى أرباحها إلى 68.66 مليون جنيه فى مقابل 75.12 مليون جنيه الفترة المماثلة من العام المالى السابق.
وارتفعت مبيعات الشركة خلال الفترة المذكورة إلى 543.11 مليون جنيه، مقابل 513.46 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام المالى السابق.
مصر الوسطى.. انشاء مصنع للبلاستيك لمواجهة ارتفاع التكاليف
قال مصدر فى شركة مطاحن مصر الوسطى، إن الشركة تواجه عدة مشكلات تتمثل فى ثبات أجرة الطحن، وزيادات التكاليف التشغيلية خاصة أسعار الوقود، والكهرباء.
وأشار إلى أن الشركة تسير حاليا فى إجراءات إنشاء مصنع للفوارغ البلاستيكية للاستخدام الذاتى للشركة لتخفيف التكاليف .
وكشفت المؤشرات المالية للشركة ارتفاع أرباحها خلال النصف الأول من العام المالى الجاري هامشياً، على أساس سنوى، ليصل صافى أرباحها إلى 47.5 مليون جنيه، مقابل 47 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
وتراجعت مبيعات الشركة خلال نفس الفترة إلى 253.9 مليون جنيه، مقابل 266.17 مليون جنيه خلال فترة المقارنة.
جنوب القاهرة
وقالت شركة مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة، إن أسباب ارتفاع خسائرها ترجع بشكل أساسى إلى انخفاض كمية القمح المطحون، والزيادات الحتمية فى تكاليف التشغيل (الأجور، الكهرباء، المواد البترولية، والصيانة، قطع الغيار)، فضلا عن عدم حصول الشركة على الحافز الحكومى الذى تم صرفه لعملاء النخالة، نظرا لوقوع الشركة فى نطاق جغرافى غير مستهلك للنخالة، وتراجع الفوائد الدائنة.
وأظهرت القوائم المالية للشركة ارتفاع خسائرها بنسبة %17.2 على أساس سنوى، خلال النصف الأول من العام المالى الحالى، لتصل الى 22.58 مليون جنيه، مقابل 19.26 مليون جنيه خسائر خلال الفترة المقارنة قبل عام.
وتراجعت إيرادات الشركة إلى 79.49 مليون جنيه ، مقابل 91.47 مليون جنيه مليون جنيه إيرادات خلال النصف الأول من العام المالى السابق.
كما قالت الشركة فى بيان قوائمها المالية إنها تأثرت نتيجة فيروس كورونا المستجد بسبب انخفاض سعر الفائدة بالبنوك، بنسبة %3، مما كان له تأثير على النقدية بالشركة، وانخفاض الفوائد الدائنة، فضلا عن تحمل الشركة تكاليف إضافية لمواجهة فيروس كورونا المستجد (أجهزة قياس حرارة، وكمامات للعاملين، ومطهرات).
وأظهرت المؤشرات المالية المستقلة لشركة مطاحن مصر العليا، عن النصف الأول من العام المالى الجارى، تراجع أرباح الشركة بنسبة 20.1 %، على أساس سنوى، لتسجل صافى ربح 48.53 مليون جنيه، مقابل 60.74 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام المالى السابق له.
وارتفعت إيرادات الشركة هامشياً خلال هذه الفترة إلى 359.22 مليون جنيه، مقابل 358.51 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام المالى السابق.
شمال القاهرة
قالت شركة مطاحن ومخابز شمال القاهرة فى بيان قوائمها المالية إن سبب تراجع أرباحها يرجع بشكل أساسى إلى نقص إيرادات مبيعات النخالة الذى تتقاضاه الشركة من هيئة السلع التموينية، وتسجيل بعض أنشطة الشركة الأساسية خسائر، وانخفاض كميات الدقيق الموردة للشركات الشقيقة (مصر الوسطى، وشرق الدلتا، ووسط وغرب الدلتا).
وكشفت المؤشرات المالية لشركة مطاحن ومخابز شمال القاهرة، عن النصف الأول من العام المالى الجارى، تحولها من الربح للخسارة، على أساس سنوى.
وسجلت الشركة صافى خسارة بلغ 9.87 مليون جنيه خلال الفترة المذكورة، مقابل أرباح 1.68 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
وتراجعت إيرادات الشركة النصفية لتصل إلى 258.38 مليون جنيه بنهاية ديسمبر، مقابل 282.97 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
مطاحن ومخابز الإسكندرية
وعلى صعيد الشركات التى نجحت فى تحقيق أرباح، جاءت مطاحن ومخابز الإسكندرية التى أظهرت مؤشراتها المالية ارتفاع أرباحها بنسبة 22.88 % على أساس سنوى، لتصل إلى 5.57 مليون جنيه فى النصف الأول من العام المالى الحالى، مقابل 4.53 مليون جنيه بالفترة المقارنة من العام المالى الماضى.
وتراجعت مبيعات الشركة خلال الفترة إلى 92.07 مليون جنيه، مقابل مبيعات بلغت 92.63 مليون جنيه بالفترة المقارنة من العام المالى السابق.
وأرجعت مطاحن ومخابز الاسكندرية ارتفاع أرباحها الى زيادة إيرادات التشغيل للغير، وإيراداتها من مبيعات الإنتاج التام، بينما تراجعت إيراداتها من الخدمات المباعة، والإيرادات المتنوعة، والفوائد الدائنة.
شرق الدلتا
أظهرت المؤشرات المالية لشركة مطاحن شرق الدلتا، خلال النصف الأول من العام المالى 2020 – 2021، ارتفاع أرباحها بنسبة %5 على أساس سنوى.
وأوضحت الشركة فى بيان لبورصة مصر، أنها حققت أرباحاً صافية بلغت 52.44 مليون جنيه خلال الستة أشهر المنتهية فى ديسمبر الماضى، مقابل أرباح بلغت 49.94 مليون جنيه فى النصف المقارن من العام المالى الماضى.
وارتفعت إيرادات الشركة خلال الفترة إلى 231.12 مليون جنيه، مقابل إيرادات بلغت 227.78 مليون جنيه فى الفترة المقارنة من العام المالى الماضى.