ترك الكاتب الكبير وحيد حامد بصمة كبيرة في مجال السينما، أكثر من أي مجال آخر كتب فيه، وذلك بفضل إجادته للحوار أكثر من كتابة القصة أو الأدب، كما قال في حوار صحفي سابق له عقب تكريمه بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم الإرهاب والكباب، وبالرغم من ذلك فقد لعب حامد دور الصحفي والمحقق أكثر من دور السيناريست في بعض أعماله، مثل مسلسل العائلة.
وتوفي الكاتب الكبير وحيد حامد عن عمر يناهز 76 عاما، صباح اليوم السبت ٢ يناير ٢٠٢١ بالعناية المركزة في أحد المستشفيات، إثر تدهور حالته، وأقيمت صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الظهر بمسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد.
في مطلع شهر يوليو عام 1944، ولد الكاتب وحيد حامد، في إحدى قرى الدلتا، بمنيا القمح محافظة الشرقيّة، وحصل على ليسانس آداب قسم الاجتماع، ليبدأ في الكتابة منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وكانت انطلاقته مع المسلسل الشهير “أحلام الفتى الطائر” لعادل إمام وعمر الحريري
عمل حامد بالفلاحة حتى تشققت يداه، إذ كان السائد آنذاك أن من يسكن في القرية يساعد أباه في شؤون الفلاحة.. ومن الفلاحة إلى الأدب والفن والسينما كتب حامد أعمال اجتماعية متنوعة سيطر عليها البعد السياسي، وكان في القلب منها مسلسل العائلة من بطولة محمد مرسي.
وكان مسلسل العائلة (1994) ذو طابعاً مختلفاً وجديداً من الكاتب وحيد حامد، فقد حمل المسلسل طابعاً جديا يحمل قضية شائكة وهي “الإرهاب”.. وأخذ النقاد على وحيد حامد أنه قدم في المسلسل تحقيق صحفي أكثر من عمل فني، وكان رد حامد بأن مسلسل العائلة كان يأخذ قضية جماهيرية ومسألة قتالية تخص الدين، تتلخص في فرض الفكر والزعامة، وأحيانا يميل الفن إلى المباشرة، خصوصاً إن كانت القضية حساسة ” مفيش مانع أبداً أن أكون صحفي لبعض الوقت وأقدم معلومة حقيقية، مع عدم التخلي عن الصياغة الفنية”.
ثمة تشابه بين الفنان والصحفي يقوله وحيد حامد في أن كلاهما يلتقط قضاياه من قلب المجتمع، فهنا لا فرق بينهما سوى الصياغة الفنية، ويذكر حامد هنا قصة كتابة فيلم الإرهاب والكباب بطولة عادل إمام، فقال إن الفيلم كان في الأول مقال صحفي يقوم بإعداده لإحدى الصحف بعنوان الإرهاب والكباب، ولما رأى منتج الفيلم المقال قال لوحيد حامد إنه يصلح أن يكون فيلما، وقد كان ذلك.
ولم يلعب حامد دور الصحفي فقط في أعماله الفنية، فقد حاول لعب دور المنتج أيضا، وهذا ما حدث أثناء كتابة سيناريو فيلم طيور الظلام من بطولة عادل إمام، وهنا يقول حامد في حوار تليفزيوني سابق ” أردت أن يكون الفيلم له تأثير كبير، فخطرت فكرة أن يكون الفيلم من بطولة عادل إمام وأحمد زكي، وقلت سأدفع 400 ألف جنيه من جيبي لأجمع أحمد زكي مع عادل إمام في الفيلم”.
لكن في النهاية لم يتم الأمر، إذ رفض الفنان الراحل أحمد زكي القيام بدور البطولة المشتركة وأحال الأمر إلى وقت آخر، يقول حامد ” لم نحظ باثنين نجوم كبار في فيلم واحد وهذه مأساة، لأن كل ممثل يريد أن يحمل اسم بمفرده، وهذا اعتقاد خطأ لأن ذلك يثري العمل كما تم في مدرسة المشاغبين مثلاً”.