إلياس الرحباني.. سقوط آخر أوراق غصن الجيل الأول من عائلة الإبداع الفني العربي





يبقى الموسيقار إلياس الرحباني، الذي رحل أمس عن عمر يناهز 83 عاما متأثرا بفيروس كورونا، أحد المؤثرات الكبار في الموسيقى العربية خلال القرن العشرين، فهو آخر أوراق غصن الجيل الأول من عائلة الإبداع الفني والموسيقى بلبنان والعالم العربي.

ولد إلياس الرحباني عام 1938، في قرية أنطلياس بشمال بيروت، وهو موسيقي وملحن وموزع وكاتب أغاني، وقائد أوركسترا، أحب الموسيقى بعد أن تعرف عليها من خلال أخويه عاصي ومنصور الرحباني، ودرس الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية والمعهد الوطني للموسيقى، إضافة إلى تلقيه دروسًا خاصة لـ10 أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى.

ورغب الرحباني، وهو ابن 19 عاما في 1957، بالتوجه إلى روسيا ليكمل دراسته، لكن إصابة في يده اليمنى منعته من ذلك، وكان تلاشى الحلم صدمة عظيمة له، وقد تخلى أستاذه عن تعليمه، لكنه صمم على المتابعة بيده اليسرى.





واستدعته إذاعة «بي بي سي» البريطانية بفرعها في لبنان، وهو في عمر الـ20 عاما، وتعاقدت معه على تلحين 40 أغنية و13 برنامجا.

وكان عام 1962 محطة رئيسة في حياته، فقد بدأ العمل كمخرج ومستشار موسيقي في إذاعة لبنان، وتعرف على حبيبته “نينا خليل” وتزوجها وأنجبا ابنين هما غسان وجادة، واشتغل منتج موسيقي لدى شركات منتجة للإسطوانات.

وقدم الرحباني، للعالم مئات من الأعمال الموسيقية، أسهمت في ثراء ورقي الفنون العربية خلال القرن العشرين، حيث لحن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، ونحو 2000 منها عربية، وألف موسيقى تصويرية لـ25 فيلما، منها أفلام مصرية، وأيضا لمسلسلات، ومعزوفات كلاسيكية على البيانو، من أشهرها موسيقى فيلم «دمي ودموعي وابتسامتي»، وفيلم «حبيبتي»، وفيلم «أجمل ايام حياتي»، ومسلسل «عازف الليل».





ومن أعماله، ألحان وكلمات عدد من أشهر أغاني الفنانة فيروز، ومنها: “يالور حبك، والأوضة المنسية، ومعك، ويا طير الوروار”.

كما لحن إلياس، العديد من أغاني الفنانة صباح، مثل: “كيف حالك يا أسمر، وشفته بالقناطر، ويا هلي يابا)، وغنى من ألحانه الفنانون وديع الصافي، ملحم بركات، نصري شمس الدين، وماجدة الرومي.

وأنتج وألَف عدة مسرحيات، منها: (وادي شمسين، وسفرة الأحلام، وإيلا)، وفي مجال الشعر صدر له كتاب «نافذة العمر» عام 1996، وفي 2001 قدم نشيد الفرانكفونية كتحية لـ52 بلدا شارك في القمة الفرانكفونية التي عقدت في لبنان، وكان من أعضاء شرف الموسمين 10 و11 من برنامج «ستار أكاديمي»، وقد كان سابقًا من أعضاء لجنة تحكيم برنامج «أراب آيدول».





وتلقى الرحباني العديد من الجوائز، منها جائزة مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية 1964، وجائزة عن مقطوعة La Guerre Est Finie في مهرجان أثينا عام 1970، وشهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني في البندقية عام 1977، والجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان عام 1995، والجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن أغنية Mory، ونصب عميدا لأكاديمية روتانا لتعليم الغناء، حين تأسيسها في 2004، لكنه استقال منها بعد مدة قصيرة.








اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *