«ده هاني».. كيف ولماذا تظهر التريندات فجأة على السوشيال ميديا؟





بعد سنوات من إنتاجها ومشاهدتها، عادة ما تظهر بعض المشاهد في الأعمال السينمائية والدرامية على مواقع التواصل الاجتماعي فجأة، وتثير جدلا وتفاعلا واسعا بين الشعب المصرى وانتشارا غير عادي، حتى تصل في معظم الأحيان إلى تريند “فيسبوك” و”تويتر” الأول.

لعل آخر تلك المشاهد، مشهد مسلسل “هذا المساء”، الذي أثار جدلا وتفاعلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، والتي جاء معظمها في إطار كوميدي ساخر؛ ما جعل المسلسل يعود ليتصدر الهاشتاجات الأكثر رواجا، رغم مرور أكثر من 3 أعوام على طرحه.

ودار المشهد، الذي تصدر تريند “تويتر” و”فيسبوك”، وعُرف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “ده هاني”، بين أروى جودة “نائلة”، وزوجها إياد نصار “أكرم”، وصديقها محمد سليمان، الذي لعب شخصية “هانى”، في المسلسل الذي نافس على الفضائيات خلال موسم رمضان 2017.





• التريند بدأ من فيسبوك وانتقل لتويتر

عن طريق عملية البحث العكسي بالفيديوهات والصور، التي أجرتها “الشروق”، توصلنا إلى أن مشهد المسلسل نشره أحد الشباب لأول مرة على موقع “فيسبوك”، في بداية يوم 4 يناير الجاري، لكن سرعان ما تصدر المشهد الصفحات العامة والمشهورة بين مقاطع فيديو أضيف إليها بعض التعديلات لتكون أكثر سخرية وكوميديا، وصور لمواقف ونكات ساخرة مشابهة.

وبعد ساعات من انتشار التريند على فيسبوك، انتقل المشهد إلى “تويتر”، ليلاقي تفاعلا كبيرا، وخلال يوم واحد تصدر هاشتاج “ده هاني” قائمة الأكثر رواجا بالموقع، وعلى مدار الأيام التالية، استمر انتشار المشهد في فيسبوك وتويتر وسط تعليقات وتفاعل واسع من المصريين والعرب، فيما كان المشهد أقل انتشارا على موقع “إنستجرام”.





• تاتش المصريين سبب ظهوره

الدكتور فادي رمزي، أستاذ الإعلام الرقمي بالجامعة الأمريكية، واستشاري مجالات التسويق الإلكتروني والسوشيال ميديا، أرجع صعود مشهد مسلسل “هذا المساء” إلى قائمة الأكثر رواجا بتويتر وفيسبوك إلى 3 أسباب رئيسية، يمكنها إظهار مشهد قديم بقوة حتى يصبح تريند رغم مرور السنوات على طرحه.

وأوضح أستاذ الإعلام الرقمي أن السبب الأول يكمن في ظهور ظروف حالية مواتية لمشهد أو حوار في فيلم أو أغنية معينة، وتكون الظروف مناسبة لانتشارها، “لما أي شاب يبدأ يربط بين الأحداث والمشهد على حسابه الشخصي، بطبيعة الحال بتبدأ الناس تتفاعل وتعمل مشاركة على فيسبوك وتويتر لأنها ملائمة للأحداث، حتى لو هيا منتجة من سنوات، هيا قديمة لكن ماشية مع الظروف”.





أما السبب الثاني، أضاف رمزي أنه يعود لحب الشعب المصري في إضافة رأيه على أي موقف، فإذا أعجب أحدهم بمشهد أو حوار أو مقطع أغنية يبدأ في نشره لإضافة تعليقه على العمل، ومن شخص لآخر يبدأ المصريون في مشاركة المنشورات لإضافة تعليقاتهم أو لمساتهم، وبذلك ينتشر المشهد على مستوى واسع حتى يصبح تريند.

فيما أرجع خبير السوشيال ميديا السبب الثالث لصعود المشاهد القديمة إلى قائمة التريندات لدخول المشاهير والصفحات العامة والشباب المؤثرين في فيسبوك وتويتر للتعليق على المشهد أو نشره على صفحته وإضافة لمسته، كما فعل الفنان محمد هنيدي مع تريند “ده هاني”، عندما أعاد نشر مشهد له من فيلمه “وش إجرام”، مضيفا له حوار المشهد.

وعن ظهور التريند على رأس قائمة تويتر رغم بدءه من فيسبوك، أوضح رمزي أنه مشهد معتاد في مصر، التي يظهر تواجد مستخدميها على فيسبوك منه على تويتر، فعادة ما يبدأ التريند وينتشر على فيسبوك ليكون حديث المصريين، لكن سرعان ما ينقله المستخدمين إلى تويتر عن طريق الـ”سكرين شوت” أو نقل مقاطع الفيديو، وهو ما يلاقي تفاعلا أكبر خاصة مع تفاعل العرب من دول الخليج مع المصريين على المنصة.





وأضاف “فادي” أن الأحداث يمكنها الانتشار على تويتر بسرعة أكبر وأعلى منها على فيسبوك بسبب الهاشتاجات أيضا، وهو ما أعاده “رمزي” لطبيعة تويتر كمنصة ينتشر عليها المنشورات والتويتات بسبب الهاشتاج والريتوت، وأن المنصة تعمل على ترتيب تلك الهاشتاجات، وهو ما يجعلها تظهر بشكل أكبر لباقي مستخدمي تويتر.

وعن كيفية وصول المشاهد لتصبح تريند تويتر الأول، أوضح خبير التسويق الرقمي أن تويتر يملك ملايين الهاشتاجات في اليوم وحتى الساعة الواحدة، لكن ما يصعد إلى الـ10 هاشتاجات الأكثر رواجا على المنصة، يجب أكثر الهاشتاجات التي انتشرت في ذلك اليوم، تداولها عدد كبير جدا من المستخدمين في تغريداتهم خلال مدة زمنية قليلة، “تويتر بيبدأ يحلل الهاشتاجات، ويطلع اللي عليه صاحب التغريدات الأكثر ضمن العشر تريندات، ولما عدد التغريدات بيقل التريند دا بيروح”.











اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *