أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين في سوريا أن القصف الأمريكي الذي شنته القوات الأمريكية الموجودة على الأراضي السورية يؤكد على استمرارية السياسيات الأمريكية في توظيف العامل العسكري كأداء في الدبلوماسية الأمريكية ، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن أمريكا لا تريد لإيران أن تبقى في سوريا .
وأشار الخبراء والمحللون السياسيون السوريون إلى أن الضربة الأمريكية الجديدة على الأراضي السورية جاءت كمؤشر سلبي جدا في بداية عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي رأى فيه البعض تفاؤلا تجاه قضايا الشرق الأوسط ، مشيرين إلى أن هذا القصف هو انتهاك للسيادة السورية .
القصف الامريكي على مواقع تابعة لإيران
وأكد الباحث والكاتب السوري الدكتور أسامة دنوره لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق أن هذه الضربة أو القصف الأمريكي على الأراضي السورية جاء كمؤشر سلبي جدا في بداية عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، مضيفا أن هذا القصف أكد أو دعم مجموعة من القراءات التي تقول بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي نفسها مهما تغيرت الإدارات وهي سياسات تقوم على التدخل .
وتابع الباحث السوري دنوره يقول ” هذه الضربة العسكرية الأمريكية جاءت بعد مجموعة من التصريحات التي كانت في بدايتها تدعو إلى التفاؤل فيما يتعلق بإدارة الرئيس بايدن”، مستدركا قائلا “لكن لاحقا تحول هذا التفاؤل في الأيام الأخيرة إلى مجموعة من التحذيرات تمثلت بتحذير موجه إلى إيران وبأن الصبر الأمريكي تجاهها سوف ينفذ ” .
وأوضح دنوره أن هذا القصف يأتي على أرض دولة مستقلة ذات سيادة ، وهو عدوان على أراضيها من قبل قوات احتلال اتت بدون أي تفويض دولي ومن خارج الشرعية الدولية ومن خارج دعوة من أصحاب السيادة .
وأكد قائلا إن هذا يشير الى أن إدارة الرئيس بايدن تسير على نفس الخطط السابقة للإدارات السابقة ، وهي مستمرة في توظيف العامل العسكري كأداء في الدبلوماسية الأمريكية ومستمرة في وجودها الاحتلالي لسوريا دون أن تعالج هذا الملف وعلى ما يبدو أن الأجواء التفاؤلية التي أشاعتها تراجعت مصداقيتها اليوم إلى حد كبير بعد فترة بسيطة من الترويج من أن هناك إدارة مختلفة في البيت الأبيض .
السياسة الأمريكية لا تتغير
وبدوره أتفق الخبير والمحلل السياسي السوري غسان يوسف مع من سبق بالحديث بأن هذه الضربة الأمريكية جاءت تأكيدا على أن السياسة الأمريكية لن تتغير مهما تغيرت الإدارات الأمريكية .
وقال الخبير السوري يوسف لـ ( شينخو) إن ” الضربات الأمريكية كانت تأتي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب واليوم تأتي في عهد جو بايدن ، هذا يؤكد أن الولايات المتحدة تريد أن تؤكد بأنها لا تريد إيران في سوريا ، وبأنها لا تريد أن تقوم إيران بدعم الدولة السورية عسكريا أو اقتصاديا ” .
وبين الخبير السوري أن هذا الضربة تؤكد تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل لا سيما وأن إسرائيل تقوم بشن عدوان وتدعي بأن ايران موجودة في سوريا ، وأيضا الولايات المتحدة تقوم بشن العدوان وتدعي بأن ايران موجودة في سوريا .
ولكن المحلل السياسي ماهر إحسان اعتبر أن هذه الضربة الأمريكية تحمل رسالة مزدوجة لدمشق وبغداد ومن خلفهما إيران .
رسالة إلى طهران
وقال ماهر إحسان إن “الضربة الأمريكية التي وقعت ليل أمس ( الجمعة) على الأراضي السورية ، هي رسالة مزدوجة إلى دمشق وبغداد ومن خلفهما طهران ” ، معربا عن اعتقاده بأن ” هذه الرسالة هي أكثر إلى طهران منها رسالة إلى سوريا والعراق ” .
وتابع يقول إن هذه الضربة توضح أن الإدارة الأمريكية لن تغير في تعاطيها وسياستها تجاه الشرق الأوسط وتحديدا سوريا والعراق “.
وبين أنه حتى “لو تغير الرئيس الأمريكي إلا أن الإدارة الأمريكية لا تزال واحدة وتنظر بنفس الطريقة ولكن ربما بأشكال مختلفة وبطرق مختلفة لنفس الفكر في التعاطي مع الملف السوري ” .
وقال إحسان ” أن يأتي الرد من الإدارة الأمريكية بشكل عسكري هذا مؤشر غير مريح بالتعاطي مع الملف السوري مستقبلا ” .
وكان 22 من الميلشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية قتلوا خلال استهداف جوي حربي أمريكي وقع بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة لشحنة أسلحة للميليشيات الموالية لإيران في منطقة غربي الفرات، بحسبما ذكر الإعلام الرسمي السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان .
وقال التليفزيون الرسمي السوري نقلا عن مراسله في دير الزور شرق سوريا إن عدوانا أمريكيا استهدف فجر اليوم بغارات جوية مناطق عند الحدود السورية ـ العراقية ” .
ولم يعط التليفزيون الرسمي حتى هذه اللحظة أية تفاصيل إضافية .
تدمير ثلاث شحنات للذخيرة
إلى ذلك نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن عن مصادر لم يسمها قولها إن ” طيران حربي أمريكي قام باستهداف شحنة أسلحة للميليشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية، لحظة دخولها إلى سوريا قادمة من العراق، عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت دمشق، قرب معبر القائم الرئيسي ضمن منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي ” .
وأضاف المرصد أن القصف الأمريكي أسفر عن ” مقتل 22 من الميلشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية وتحديداً ميليشيا الحشد الشعبي، كما تم تدمير 3 شاحنات للذخيرة بشكل كامل “، مبينا أن حزب الله العراقي يتمركز أيضاً ضمن المنطقة المستهدفة.
وأكد المرصد السوري أن القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها عمدت بعد الضربة مباشرة إلى إخلاء مواقع ومقرات عدة في البوكمال وإعادة التموضع بمواقع ونقاط أخرى خوفاً من استهدافات متتالية.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.