«IHS» تتوقع هبوط إنتاج فئة «الركوب» عالميا بنحو مليون وحدة فى الربع الأول





توقعت مؤسسة «IHS ماركيت» لأبحاث الأسواق المالية انخفاض إنتاج سيارات الركوب بحوالى مليون وحدة على مستوى العالم خلال الربع الأول من العام الحالى بسبب نقص رقائق أشباه الموصلات منذ أواخر العام الماضى وحتى الآن والذى يتوقع أن يستمر لشهور مقبلة.

وذكرت وكالة رويترز أن شركات السيارات العالمية اكتشفت فى نهاية العام الماضى نقصا فى توريد رقائق أشباه الموصلات اللازمة للصناعة وأنه قد يستمر حتى الصيف المقبل بسبب العقوبات الأمريكية على الشركات الصينية التى تنتج هذه الرقائق وتوردها للعديد من الشركات المنتشرة فى العالم من منتجى السيارات حتى الأجهزة الإلكترونية، وتسببت العقوبات الأمريكية على شركات الرقائق الصينية أيضا فى تمديد الفترة اللازمة لتوريد طلبياتها إلى الضعف لتصل إلى 26 أسبوعا، مما جعل المحللين يتوقعون هبوط إنتاج السيارات فى أوروبا وأمريكا الشمالية بحوالى 5 إلى 10 % هذا العام بينما يرى جان مارك شيرى رئيس شركة «إس تى مايكروإلكترونيكس» الفرنسية الإيطالية استمرار انخفاض إنتاج السيارات حتى منتصف العام الجارى.

إنفاق 40 مليار دولار سنويا على رقائق أشباه الموصلات





أكد نيل كامبلينج محلل أسواق التكنولوجيا بشركة ميرابود أن إنفاق صناعة المركبات العالمية على رقائق أشباه الموصلات يبلغ حوالى 40 مليار دولار سنويا أو ما يعادل حوالى %10 من السوق العالمية للرقائق بينما تنفق شركة «أبل» وحدها أكثر من هذه النسبة على صناعة موبايلات آيفون فقط، وكانت مؤسسة «IHS» أعلنت فى بداية فبراير الجارى أن نقص رقائق أشباه الموصلات التى تستخدم في مكونات مختلفة بصناعة السيارات مثل الإدارة الحوسبية للمحركات ومكابح الطوارئ سيؤدى إلى تقليص الإنتاج العالمى بحوالى 672 ألف سيارة مع نهاية مارس المقبل، لكنها زادت توقعاتها إلى انخفاض بنحو مليون سيارة، إلا أن هذه المشكلة، ربما تختفى قبل نهاية العام الحالى.

 

ويرى المحللون بالمؤسسة أن نقص هذه الرقائق التى سببت أزمة فى صناعة المركبات العالمية جعلت شركات السيارات تواجه خيارات صعبة منها دفع مبالغ أعلى من السعر الحقيقى لتضمن توريدها بأسرع ما يمكن أو تخزين كميات أكبر مما تحتاجها فعلا أو مواجهة استمرار النقص مع توريد الشركات الصينية منتجاتها لشركات فى صناعات أخرى تحقق لها أرباحا أكثر.

شركات عالمية تخفض إنتاجها لاختفاء الرقائق





اضطرت شركات عالمية مثل فولكس فاجن أكبر شركة سيارات ألمانية و جنرال موتورز وفورد موتور أكبر شركتين فى الولايات المتحدة إلى خفض إنتاجها مع اختفاء هذه المكونات من سوق الرقائق ، ومع ذلك من المتوقع ارتفاع مبيعات السيارات فى العالم لتتجاوز 84.4 مليون وحدة هذا العام بالمقارنة مع 76.8 مليون وحدة خلال عام الوباء الذى انخفضت فيه المبيعات فى الولايات المتحدة بحوالى %15 بسبب كورونا فى حين هبطت مبيعات الصين من السيارات بنسبة 6.8 % فقط لتنزل إلى 19.6 مليون وحدة عن مثيلتها فى العام السابق.

 

إنفاق 800 مليون دولار على رقائق «الكهربائية» فقط

استهلكت شركات السيارات رقائق أشباه الموصلات بقيمة تتجاوز 800 مليون دولار على المركبات الكهربائية فقط التى اتجهت إليها مؤخرا مما أدى إلى ظهور أزمة نقص هذه المكونات التى كانت صناعة السيارات تشتريها فقط عند الحاجة منذ عقود طويلة على عكس صناعة الإلكترونيات التى تعتمد على سلسلة توريد مستمرة بشرائها الرقائق قبل أن تحتاج إليها بوقت طويل وتخزن كميات ضخمة منها حتى لا تنقطع السلسلة ولا يتوقف إنتاجها من الأجهزة الإلكترونية التى يتدفق المستهلكون على شرائها بمجرد طرحها فى الأسواق.





وقال أوندرى بيركاكى الخبير بمؤسسة ماكينزى البحثية إن قطاع المركبات اعتقد منذ زمن طويل أن سلسلة توريد رقائق أشباه الوصلات تركز فقط على السيارات ولم يكتشفوا إلا مؤخرا أن شركات إنتاج هذه المكونات وجدت بديلا مريحا لها لدى شركات الأجهزة التكنولوجية الحديثة ولاسيما الموبايلات الذكية والكمبيوترات وغيرها.

شركات السيارات العالمية تطالب بدعم الحكومات لحل الأزمة

وتحاول شركات السيارات العالمية حل أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات بعقد اجتماعات مع حكومات بلادها لتطلب منها دعم شركات تصنيع هذه الرقائق ورفع طاقتها الإنتاجية لمواجهة الطلب المتزايد عليها من الصناعات المختلفة. وأشارت شركة فولكس فاجن ثانى أكبر شركة سيارات فى العالم بعد تويوتا اليابانية إلى مشكلة الموردين لأول مرة فى أبريل الماضى عندما أدى فيروس كورونا إلى قطع سلاسل التوريدات للمكونات المختلفة بسبب الإغلاقات العديدة التى فرضتها حكومات العالم للحد من انتشار العدوى من مرض (كوفيد -19) وتراجع إنتاج السيارات كثيرا على مستوى العالم، ولكن شركات الرقائق اشتكت من أن شركات السيارات تتصرف بغرابة على عكس الشركات الأخرى فقد ألغت العديد من طلبيات شراء مكوناتها بأسرع ما يمكن بمجرد حدوث إغلاق مصانعها بسبب الوباء لأنها اعتادت على الشراء عند الحاجة فقط ثم تأتى الآن لتطلب استثمارات فى إنتاج جديد عند التعافى من الأزمة الصحية.




 

وتحاول الشركات الرائدة فى إنتاج أشباه الموصلات مثل الألمانيتين “إينفينيون» و «روبرت بوش» بناء مصانع جديدة لإنتاج هذه المكونات لتعويض النقص من الشركات الصينية ولكن هذا يعنى أن الأزمة ستمتد شهورا ولن يتم حلها قريبا. ولكن العلاقة بين صناعة السيارات وشركات رقائق أشباه الموصلات ستصبح وثيقة بدرجة أكبر على المدى الطويل مع انتشار إنتاج المركبات الكهربائية وذاتية القيادة والتى تحتاج إلى رقائق أكثر تقدما وتطورا.








اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *